هل ستقبل ركوب السيارات ذاتية القيادة Self-driving Cars (تكنولوجيا تسبق العقل )
هل سمعت مسبقا عن السيارات ذاتية القيادة بعضنا قد سمع بها ولكن هل هي كما يبدو من اسمها ذاتية القيادة أنه أمر مثير للغاية هل يتصور أحد منا أن يقود مثل هذه السيارات ويجلس بداخلها براحة تامة يقرأ الصحف أو يأكل طعامه أو ينام هل كل هذا يمكن أن يحدث وهل يمكن أن يأتي علينا يوما ما نجد فيه هذه السيارات في شوارعنا وطرقنا وغيرها من الأسئلة التي بدأت تدور بعقلك فمثلا ما الفائدة التي ستعود علينا من وجود السيارات ذاتية القيادة وفى هذا الموضوع سنجيب بالتفصيل الممتع لكل هذه الأسئلة فسنبحر معا في عالم من الخيال أنتجته لنا تطبيقات التكنولوجيا فهيا بنا
أولا : ما هي السيارات ذاتية القيادة Self-driving Cars
• السيارات ذاتية القيادة أو كما يطلق عليها Self-driving Cars أو مصطلح Autonomous Cars هي التي يمكنها القيادة بنفسها وذلك بدون أي تدخل بشري فكل ما على مالك السيارة ذاتية القيادة هو تحديد وجهة السيارة فقط وتقوم السيارة بعد ذلك بقيادة نفسها بجدارة وإتقان فهذه السيارات تتحكم في السرعة مما يمكنها من السير في مختلف أشكال الطرق وسواء مزدحمة أو خالية
• السيارة ذاتية القيادة تتحكم في السرعة .... كيف يحدث هذا ؟ نعم يحدث وهذا هو نتاج التكنولوجيا التي أصبح أحد منتجاتها الذكاء الاصطناعي فمن خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي يمكن لهذه السيارة اتخاذ القرارات بشكل كامل وصحيح وذلك من خلال تقديم بعض المعطيات للسيارة مثل طبيعة الأجسام من حولها وسرعة السيارة والمسافة بين السيارة ذاتية القيادة وباقي السيارات على الطريق وأماكن عبور المشاة وأماكن التكدس المروري وغيرها من مختلف التطبيقات
• إنها فكرة مقنعة ورائعة أن يتم تقديم أوامر مسبقة لهذه السيارات وتقوم بتنفيذها بشكل فوري وهنا يجب القول بأن معظم الشركات الكبرى بدأت منذ فترة محاولات للوصول للسيارات ذاتية القيادة لكي تكون الشركة التي تستطيع الحصول عليها صاحبة الريادة في هذا المجال ما يعود عليها بأرباح ضخمة
• وهل وصلت هذه الشركات إلى هذه السيارات ؟ للعلم لقد وضع القائمين على تنفيذ فكرة السيارات ذاتية القيادة ست مستويات يتم من خلالها التعرف على مدى تطور السيارة من سيارة عادية إلى سيارة ذاتية القيادة ومن المبهج لكثير منا أن هذه السيارات وصلت في التطور إلى المستوى الرابع مما يجعل الأمر قريب الحدوث
ثانيا : مستويات تطور السيارة ذاتية القيادة Self-driving Cars
كما ذكرنا من قبل أن المطورين لفكرة السيارة ذاتية القيادة قد وضعوا بعض المراحل والمستويات التي بالانتهاء منها نستطيع القول بوجود سيارة ذاتية القيادة وقد حد المطورون المستويات الستة على النحو التالي :
المستوى صفر : السيارات غير ذاتية القيادة No Automation
• في هذا المستوى لا يوجد أي تطور في عمليات القيادة الذاتية وهو ما ينطبق على معظم السيارات الموجودة الآن والتي يقودها ويتحكم فيها الإنسان بشكل كامل ونادرا ما تحتوي بداخلها على أنظمة تحكم مساعدة مثل مكابح الطوارئ
المستوى الاول : أنظمة القيادة المساعدة Driver Assistance
• وفى هذا المستوى يحدث تطور بسيط في فكرة السيارات ذاتية القيادة حيث تحتوي السيارة على نظام مساعدة واحد والذي يمكنه أداء بعض المهام المساعدة فقط مثل المساعدة في التوجيه أو زيادة السرعة أو تقيد السيارة على مسافة آمنة من السيارات الأخرى في حين يقوم السائق بباقي المهام
المستوى الثانى:أتمتة القيادة الجزئية Partial Automation
• وفي هذا المستوى يتم تزويد السيارة بأنظمة متقدمة لمساعدة السائق على التحكم في كل من التوجيه والتحكم في السرعة ويطلق عليها الأتمتة الجزئية لأن السائق يستطيع قيادة السيارة في أي وقت وفى هذا المستوي على السائق مراقبة السيارة عند اعتماده على ذاتية القيادة ليتدخل عند شعوره بأي مشكلة قد تحدث
المستوى الثالث : أتمتة القيادة المشروطة Conditional Automation
• ظهر هذا المستوى بسبب تطور التكنولوجيا المستخدمة في السيارات فالسيارة أصبحت تستطيع فهم العوامل البيئية من حولها والتفاعل معها مما يساعدها على اتخاذ القرار بنفسها مثل زيادة السرعة لتخطى سيارة بطيئة ولكن مازال في هذا المستوى لابد من متابعة السائق للسيارة وأن يقوم بالقيادة في أي وقت قد تحدث فيه مشكلة بالنظام وكما ذكرنا أننا قد وصلنا لهذا المستوي وتخطيناه فقد كانت شركة أودي هي الأولى في الوصول إلى السيارات ذاتية القيادة من هذا المستوى فقد قامت بتصنيع السيارة أودي A8L والتي تحتوى على جهاز ليدار ومستشعرات متطورة وقدرات معالجة ضخمة تتيح لها التفاعل مع البيئة من حولها في مختلف الأوضاع صعبة مثل التكدس المروري
المستوى الرابع : أتمتة القيادة الفائقة High Automation
• وفى هذا المستوى تم إضافة نظام معالجة فشل النظام فعندما يحدث خطأ في نظام التحكم في السيارة يستطيع هذا النظام التدخل والحد من وقوع الكوارث ولذلك فإن هذا المستوى لا يتطلب تدخل بشري ولكنه يحتاج لبعض الانتباه من السائق ويستطيع السائق قيادة السيارة في أي وقت وللعلم فان سيارات هذا المستوى هي الأكثر تطور وصل إليه المطورون والشركات ولكن مازالت هذه السيارات تحتاج إلى تجهيز البنية التحتية الخاصة بالطرق لجعلها مناسبة ولذلك فان سيارات هذا المستوى تعمل في مناطق محددة وتكون فى الغالب تعمل داخل المناطق التي تبلغ السرعات فيها 48 كيلو متر بالساعة
المستوى الخامس : أتمتة القيادة الكاملة Full Automation
• وفى هذا المستوى وهو الأكثر تطور تكون السيارات ليست بحاجة إلى سائق نهائيا وهو المستوى الذي تخيلناه في البداية والذي تستطيع فيه السيارة القيادة الكاملة بذاتها من توجيه وتحكم في السرعة في مختلف الطرق وتحت أي ظروف وكذلك لن يوجد فيها عجلات القيادة وهذا المستوى هو ما يعكف عليه المطورين لانجازه ولكن يتوقع الخبراء أن يتم الوصول لها في القريب
ثالثا : الشركات المطورة للسيارات ذاتية القيادة Self-driving Cars
وجاء دور الشركات التى تعمل فى مجال تطويرالسيارات ذاتية القيادة والتى تسابق الزمن من أجل الريادة فى هذا المجال وتحقيق أكبر قدر من الارباح ولعل أشهر هذه الشركات والتى حققت نجاحا ملحوظا
1- Volvo
تعد شركة فولفو من الشركات الرائدة فى مجال تطوير السيارات ذاتية القيادة فهى لديها خبرة كبيرة في مجال أمان السيارات كما اعلنت شركة Volvo وشركة Baidu الصينية عن شراكة بينهما لتصنيع سيارات كهربائية ذاتية القيادة من المستوى الرابع
2- Tesla
تسلا هى احدى الشركات التى دخلت مجال السيارات ذاتية القيادة وساعدها فى ذلك تخصصها فى مجال السيارات الكهربائية وقد بادرت شركة تسلا فى الدخول لتطوير السيارات ذاتية القيادة من خلال استخدام تكنولوجيا Autopilot
3- Waymo
وهى شركة تابعة لـشركة Alphabet القابضة المملوكة لجوجل وقد أحرزت الشركة تقدما ملحوظا وتطورا فائقا فى السيارات ذاتية القيادة فهي الان في المستوى الرابع من مستويات السيارات ذاتية القيادة من خلال انتاج سيارة تاكسى هى الاكثر تطورا حتى الان ويرجع التقدم والتطور الهائل لهذه الشركة هو امتلاك شركة جوجل لقاعدة بيانات ضخمة والذى ساعد فى تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي كما ساعد هذا التطور فى انتاج الشركة لأجهزة السيارات ذاتية القيادة وبيعها لشركات أخرى
رابعا : عقبات صناعة السيارات ذاتية القيادة Self-driving Cars
يتسائل الكثير منا الان طالما يوجد هذه التقنيات ويوجد الكثير من الشركات التى اتخذت خطوات ملموسة فى مجال السيارات ذاتية القيادة فلماذا لانراها بكثرة ولماذا لايتم تعميمها على مستوى العالم ولعل الاجابة على هذا التساؤل تكون فى السطور القادمة والتى نوضح من خلالها عقبات تصنيع السيارات ذاتية القيادة
1- عدم توافرالبنية التحتية والخرائط اللازمة للسيارات ذاتية القيادة
وحتى تقوم الشركات المصنعة لهذه السيارات بالتطوير ثم التصنيع يجب امتلاك هذه الشركات خرائط البنية التحتية والطرق التى يجب أن تكون معدة لسير هذه السيارات والجدير بالذكر أن البعض من دول العالم وأن امتلك خرائط للبنية التحتية والطرق فقد تكون ليست معدة لسير مثل هذه السيارات مما يجعل هذه السيارات غير فعالة فى مثل هذه الدول ولكن على المستوى الاخر توجد العديد من الدول الغربية والتى لديها بنية تحتية وطرق معدة للسير والتى هى الارض الخصبة لظهور وتطوير السيارات ذاتية القيادة
2- عدم انشاء تشريعات وقوانين تنظم عمل السيارات ذاتية القيادة
مع بداية ظهور السيارات ذاتية القيادة ظهرت عدة قضايا أخلاقية وأثيرت بعض التساؤلات القانونية حول تحديد المسئولية المدنية والجنائية فى حالات الحوادث وهذه التساؤلات لا تتعلق بمرحلة الاستخدام فقط ولكن تمتد إلى مرحلة البرمجة وعلى الرغم من وجود بعض الدول التى بادرت باصدار تشريعات منظمة للسيارات الذاتية القيادة مثل القانون البريطانى بشأن المركبات ذاتية القيادة والكهربائية وفى الولايات المتحدة الأمريكية تقدم أحد أعضاء مجلس النواب بمشروع قانون يعرف باسم قانون القيادة الذاتية ولكن مازال الكثير من الدول لم تحدد الاطار القانونى والتشريعى لمثل هذه السيارات وهنا يجب القول انه علينا أن نقوم بوضع تشريعات وقوانين قبل ظهور هذه السيارات فى مجتمعاتنا فدولة الامارات أصبحت الدولة رقم 8 على مستوى العالم فى السيارات ذاتية القيادة
3- عدم قبول الاشخاص لفكرة السيارات ذاتية القيادة
فرغم ما تحدثنا عنه وما وصلت اليه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى من تقدم وتطور فى هذا المجال الا انه مازالالكثير من الاشخاص لا يقبلون بفكرة ان تكون السيارات هى صاحبة القرار فى القيادة فلا يأمنون على أنفسهم معها فقد قامت شركة أبحاث السوق Gartner بنشر تقرير يفيد بأن المستهلكين لا يحبذون ركوب السيارات ذاتية القيادة بالكامل ولا يزال لديهم الكثير من التحفظات الفعلية على هذه السيارات وقد شملت الدراسة حوالي 1500 شخص في الولايات المتحدة وألمانيا وكانت النتائج أن 55 % من الأشخاص لن يركبوا سيارة ذاتية القيادة تماما وأن أكثر من 70 % سوف يفكرون بتجربة الركوب في سيارة ذاتية القيادة بشكل جزئي وهي السيارات التي تسمح للسائق بإعادة التحكم بالسيارة في حال لزم الأمر
4- امكانية اختراق نظام السيارات ذاتية القيادة
فمع التخوفات الصادرة من الاشخاص من استخدام السيارات ذاتية القيادة نتيجة لما قد يحدثه أى خلل فى نظام التحكم فيها ومن هنا يظهر التخوف من اختراق نظام السيارات الذاتية القيادة والتجسس عليها مما جعل مشكلة الأمن السيبراني هي من أهم المشاكل التي تواجه السيارات ذاتية القيادة فيجب على المطورين البحث عن أنظمة حماية إلكترونية قوية وذكية من أجل منع الاختراق والتحكم في السيارات أو التجسس عليها وتتبعها.
5- عدم تطور مستشعرات السيارة ذاتية القيادة بالشكل الكافى
فكما وضحنا أن فكرة السيارات الذاتية القيادة تقوم على عمل الكثير من المستشعرات والتى تختص بالتفاعل مع ما حولها وهنا نوضح أننا مازلنا نحتاج الى تطور هذه المستشعرات لتتلائم مع جميع الظروف مثل السير فى درجات حرارة أقل من الصفر أو أعلى من40 درجة مئوية فأي خطأ سوف يحدث نتيجة هذه المستشعرات سيؤدي بطبيعة الحال إلى كارثة
6- الاعتماد فى السيارات ذاتية القيادة على عقل الالة
يمكن أن تظهر هذه المشكلة عندما يستكمل للاشخاص خوفهم من تحكم الالة واتخاذ قرار طبقا للمعطيات المدخلة لها فهل يمكن للسيارة ذاتية القيادة فهم الإشارات والتواصل البشري الذي يتميز به الإنسان من امكانية تحديد عبور شخحص لطريق من عدمه مثلا والجدير بالذكر أن جميع المطورين يعملون على حل مثل هذه العقبات فظهرت بعض النتائج التى توضح امكانية اضافة العواطف الانسانية الى معطيات السيارة للتعامل بشكل يتشابه مع تعامل الانسان أثناء القيادة وامكانية اتخاذ القرار الصحيح أثناء وجود مشكلة على الطرق
ولكن بعد أن عدنا معا الى الواقع وما تحمله لنا التكنولوجيا من امال واحلام تقابلها عقول تفكر وتنتج وتطور لما قد تظهره التكنولوجيا من تطبيقات يكمن بداخلها صعوبات يجب العمل على حلها لتلائم كل المجتمعات لتكون التكنولوجيا ملك للجميع ونرى فى بلادنا العربية السيارات ذاتية القيادة وغيرها من تطبيقات التكنولوجيا
الخاتمة
شعار قسم التكنولوجيا اقرا - تعلم - طور - شارك ان اعجبكم الموضوع فشاركوه لتعم الفائدة أو اترك تعليقا لتحفيزنا على الاستمرار وشكرا لمروركم الكريم..
تعليقات
إرسال تعليق